الاثنين، 20 أكتوبر 2008

أمهات.. صديقات الأطفال والبيئة


أمهات.. صديقات الأطفال والبيئة


جريدة الرأي : لانا الظاهر - ينبغي ان نعلمهم منذ السنوات الاولى ان يحافظوا على البيئة ، وان يكونوا اصدقاءها تقول الخبيرة بشؤون البيئة الدكتورة منى هندية لان الثقافة البيئية وحماية كوكبنا ،تبدأ بتعليم اطفالنا رمي النفايات في سلة المهملات .وأن يبقى الطفل نظيفا ومرتبا ويحافظ على بيئته في البيت والمدرسة والشارع ، وتكمل بان دور الام مهم اكثر من الاب لان طفلها قبل المدرسة يمضي الوقت بجوارها فاذا علمته بطريقة بسيطة عدم قطع الاشجار او قتل الطيور والحيوانات اوالتخريب والاعتداء على ممتلكات الغير،تكون قد اسهمت برفع الوعي البيئي لدى الطفل مستقبلا .

ويعاني الأردن كغيره من الدول العربية من الصعوبات في حث الناس على احترام القوانين المتعلقة بالحد من التجاوزات على البيئة .

ويعرف خبراء البيئة الثقافة البيئة على أنها جميع الأشياء التي تحيط بنا وتؤثر على وجودنا ووجود سائر الكائنات الحية على سطح الأرض بما فيها الماء والهواء والتربة والمعادن والمناخ والكائنات .

ويصنف العلماء البيئة إلى ثلاثة اصناف( البيئة الطبيعية) والتي تتمثل في الهواء والماء والتضاريس و(البيئة الاجتماعية ) وهي عبارة عن مجموعة من القوانين التي تحكم العلاقات الداخلية للأفراد إلى جانب المؤسسات والهيئات السياسية أما( البيئة الصناعية )فهي التي صنعها الانسان من قرى ومدن ومزارع ومصانع وشبكات.

وتقوم الثقافة البيئة على ركائز من اهمها المحافظة على البيئة وحمايتها والتفاعل معها ،والتي تنبع من الشعور بالمسؤولية و الاحساس بالمواطنة .

فالدروس الاولى في الثقافة البيئة تبدأ من الأم وتكمل المدرسة الدور بتشكيل جماعات اصدقاء البيئة واعضاء النادي البيئي ،وتدريب الطلبة عمليا على تقليم الشجر والمحافظة على نظافة المياه وساحات المدرسة وما جاورها .

وبحسب هندية فالبيئة لوحة فنية رائعة ومن يتعامل معها على أنها كذلك فيراعي نظافتها وجمالها ورائحتها والوانها يعد فنانا .

وتقول المعلمة خلود الاسلام طالب بعدم الاعتداء على الجيران، واحد الملوثات البيئية الصوت العالي الصادر من اجهزة التسجيل والتلفاز واذا بنيت حائطا لحجب الضوء والهواء عن جارك فقد لوثت البيئة بطريقة غير مباشرة .

وتشير إلى أن الثقافة البيئة ثقافة شرعية ما دام فيها احترام لصحة وذوق ومشاعر الانسان نفسه وصحة ومشاعر الا خرين .

وتطلب من تلاميذ المدارس في اطار الثقافة البيئية الذين يكتبون على مقاعد الدراسة ليحولونها إلى لوحات مشوهه تتداخل فيها الرسوم والخطوط والكلمات المبعثرة والألوان المتنافرة تحمل المسؤولية وادراك مدى سوء هذه التصرفات..

وتكمل كما ان راكب الحافلة الذي لا يفتىء طوال جلوسه في الحافلة بالرسم على المقعد المخصص للركاب والمسافرين قلبا وسهما وكلمات ورموز غير لائقة يسيء لنفسه اولا وللمال العام ثانيا ولأبناء وطنه اخيرا وللبيئة ،لان احد معانيها النظافة وعدم استهلاك الموارد بطريقة عبثية .

وعلى عكس الحالات السابقة فان المواطنين الذين يرفعون القمامة ويمتنعون عن التدخين في الأماكن العامة يؤكدون احترامهم لحرية وصحة الآخرين وكذلك من يستخدمون المناديل عند العطاس فيعطون انطباعا عن الذوق والحرص ،فمن يزيح الحجارة او أي شيء يسبب الأذى في الطريق فله حسنة ..

وعن كيفية الشعور بالمسؤولية اتجاه البيئة يؤكد العلماء انها تقوم على مبدا ان يحب الانسان لغيره ما يحب لنفسه وان يكون نموذجا صالح وقدوة لغيره فالموظف والتلميذ والفرد في الأسرة الذي لا يترك التبريد او التدفئة او الاضاءة مفتوحة وهو خارج غرفته انسان مسؤول أما الذي لا يشعر لا برقابة داخلية ولا برقابة خارجية فهو احد المساهمين في تعجيل نهاية كوكبنا..

و قد يكون للتعليمات الصادرة عن وزارات الصحة تغريم من لا يلتزمون بالنظافة ، او ايقاع عقوبات محددة رادعا ولكن ذلك لا يكفي ان لم يسنده وعي بيئي ..

فكما توضح خلود فان المتجر النظيف يجلب الزبائن والبيت النظيف أشرح للصدر وأكثر بهجة للضيوف والحديقة النظيفة تسر الناظرين وحافلة النقل النظيفة تستقطب ركابا ومسافرين اكثر من غيرها.

وكذلك المطاعم والفنادق التي تراعي شروط النظافة يرتادها زبائن وسياح أكثر أما سواحل البحار والأنهار النظيفة فيتكاثف الناس فيها مما يحقق لمقاهيها ومطاعمها ونواديها النظيفة ارباحا كبيرة.

وتؤكد المعلمة خلود بأن الثقافة الجمالية ليست بفخامة الأثاث والديكور بل الذوق الفني والنظافة هي التي تحول البيوت البسيطة والفقيرة الى جنات،داعية البلديات الى الاهتمام بالحدائق العامة بوضع النوافير واحواض الورود .




ليست هناك تعليقات: