الثلاثاء، 27 يناير 2009

انخفاض حرارة الجسم مرض شتائي شائع يؤدي إلى التنفس ببطء وشحوب الوجه ...


انخفاض حرارة الجسم مرض شتائي شائع يؤدي إلى التنفس ببطء وشحوب الوجه


عمان- الغد- عندما تنخفض درجات الحرارة تحت المعدل الطبيعي لدرجة كبيرة، تصبح المحافظة على الدفء والسلامة تحديا، فالتعرض لدرجات الحرارة الباردة داخل أو خارج المنزل قد يسبب مشاكل صحية خطيرة جدا، ويعد الرضّع والأشخاص الأكبر عمرا أكثر عرضة للخطر، إلا أن الجميع معرضون لتلك المشاكل.

من السهل أن تصاب بالبرد بسرعة إذا كنت في الخارج في طقس ماطر أو بارد، كما يمكن أن تصاب بالبرد إذا أمضيت وقتا في مسكن أو بناية غير مدفّأة بشكل جيد.

لحماية نفسك وعائلتك، يجب عليك معرفة كيفية الوقاية من المشاكل الصحية المرتبطة بالبرد، كما يجب أن تعرف ماذا تفعل في الحالات الطارئة.

انخفاض حرارة الجسم

ما معنى انخفاض حرارة الجسم؟ هو انخفاض درجة حرارة الجسم حتى 35°م (درجة مئوية) أو أقل، وهذا يحدث عندما يبرد الجسم ويفقد الحرارة بشكل أسرع من سرعة تدفئة الجسم لنفسه.

عندما تنخفض حرارة الجسم، تضيق الأوعية الدموية القريبة من سطح الجسم، وذلك حتى تقلل من فقدان الحرارة. كما تتقلص العضلات لإنتاج حرارة. وإذا استمرت حرارة الجسم بالهبوط، يبدأ الشخص بالارتعاش، حتى تنخفض حرارة الجسم لحوالي 32°م، حيث إن درجة حرارة الجسم الأقل من 32°م تشكل تهديدا لحياة الشخص.

يعتبر انخفاض حرارة الجسم حالة طارئة، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان الوعي والوفاة إذا ما استمرت الحرارة بالانخفاض، ومن المهم جدا معرفة أعراض انخفاض حرارة الجسم ومعالجة الحالة بسرعة، إذا بدأ الشخص بالارتعاش بشدة، أو التعثر أو لم يعد قادرا على الإجابة عن الأسئلة، يشتبه عندها معاناة الشخص من انخفاض حرارة الجسم، ويجب أن تتم تدفئته بسرعة.

لكن ما الذي يسبب انخفاض حرارة الجسم؟ يحدث انخفاض حرارة الجسم عندما يتعرض الشخص للهواء البارد، الماء البارد، الرياح الباردة أو المطر البارد.

قد تنخفض حرارة الجسم عندما يتواجد الانسان في طقس ماطر أو عاصف درجة حرارته 10°م أو أكثر، أما عندما يتواجد في ماء درجة حرارته 16°م - 21°م.

إذا كنت تعاني من انخفاض بسيط في درجة حرارة الجسم، فإن العلاج المنزلي قد يكون كافيا لرفع حرارة جسمك للمستوى الطبيعي.

ما هي أعراض انخفاض حرارة الجسم؟

تشمل أعراض انخفاض درجة حرارة الجسم: النسيان، النعاس، تلعثم في الكلام، تغير في الشكل (انتفاخ الوجه مثلا)، ضعف في النبض، بطء في ضربات القلب، إضافة إلى التنفس البطيء والسطحي. إذا انخفضت درجة حرارة الجسم إلى 30°م أو أقل، يمكن أن يدخل الشخص في غيبوبة ويظهر كأنه ميت.

إذا لاحظت تلك الأعراض عند أحد، قم بقياس درجة حرارته، فإذا كانت 35°م أو أقل، اتصل بالطبيب أو اطلب سيارة الإسعاف أو انقله فورا إلى المستشفى.

لمنع استمرار انخفاض حرارة الجسم، قم بلف المريض بغطاء دافئ، ووضع قربة ماء ساخنة أو غطاء حراري كهربائي على بطنه، إذا كان المصاب واعيا، قم بإعطائه كميات قليلة من الطعام أو الشراب الدافئ.

من هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بانخفاض حرارة الجسم؟

يمكن أن يصاب الجميع بانخفاض حرارة الجسم، إلا أن الأشخاص الأكثر عرضة هم:

• الأطفال الرضع الأصغر من عمر سنة.

• يصاب الذكور البالغون أكثر من الإناث بانخفاض حرارة الجسم.

• الأشخاص من عمر 65 سنة فما فوق، حيث تكون أجسامهم أبطأ في التكيف مع التغيرات في درجات الحرارة، كما قد لا يدركون أنهم يبردون تدريجيا.

• الأشخاص النحيلون معرضون أكثر لانخفاض حرارة الجسم، لأن كمية الدهون تحت الجلد عندهم أقل. تساعد الدهون في حماية الجسم من البرودة، لأنها تحفظ الحرارة.

• بعض الأدوية تزيد من خطورة الإصابة بانخفاض حرارة الجسم، وهذه تشمل الأدوية التي تستخدم في علاج القلق، الإحباط أو الغثيان.

• بعض الأمراض أو الأوضاع الصحية تزيد من خطورة الإصابة بانخفاض حرارة الجسم، ومنها قصور الغدة الدرقية، السكري، الأمراض الجلدية مثل الصدفية، التهاب المفاصل، مرض باركنسون الذي يحد من حركة الجسم.

• تناول الكحول يجعل الشخص يفقد حرارة جسمه بشكل أسرع، ولذلك يجب تجنب تناول الكحول عند الأشخاص المعرضين لانخفاض حرارة الجسم.

تحدث حالة انخفاض حرارة الجسم عادة خلال فترة من الوقت تمتد من بضعة أيام وتستمر لعدة أسابيع، حتى أن درجات الحرارة المنخفضة قليلا داخل المنزل (16-18°م) قد تحفز عملية انخفاض حرارة الجسم.

إن الأشخاص الأصحاء الذين أصيبوا بدرجة خفيفة أو متوسطة من انخفاض حرارة الجسم يتعافون بشكل كامل ومن دون أضرار دائمة، إلا أن الشفاء أصعب عند الأطفال، الكبار في السن، المرضى أو الأشخاص قليلي النشاط والحركة.

قد يحدث انخفاض حرارة الجسم داخل المنزل وخصوصا عند الأطفال الصغار، الكبار في السن أو المرضى إذا لم يلبسوا كمية كافية من الملابس الدافئة.

كيف يعالج انخفاض حرارة الجسم؟

إن علاج انخفاض حرارة الجسم يعتمد على شدة الحالة، ففي الحالات الخفيفة يشمل العلاج: الابتعاد عن الطقس البارد أو المبلل، استخدام الأغطية الدافئة، التدفئة وقرَب الماء الساخنة.

أما حالات انخفاض حرارة الجسم متوسطة الشدة أو الشديدة، فيتم علاجها عادة في المستشفى حيث يقوم الاختصاصيون بإعطاء المصاب سوائل وريدية دافئة، وأوكسجين دافئ رطب، إضافة إلى علاجات أخرى تساعد على تدفئة الجسم.

وهناك عدة أمور يجب عدم القيام بها في حالة حدوث انخفاض حرارة الجسم؛ يجب عدم إعطاء المصاب المشروبات الكحولية كما يجب عدم الاستحمام بالماء الساخن لأن ذلك قد يسبب حدوث صدمة له.

لسعة الصقيع

إن لسعة الصقيع هي تجمد في أنسجة الجسم (وعادة الجلد)، سببه تقلص الأوعية الدموية التي تؤدي إلى انقطاع الأوكسجين عن العضو المصاب.

يفقد الشخص الإحساس بالعضو، كما يتغير لون الأنسجة. تصيب لسعة الصقيع غالبا المناطق الأبعد عن مركز الجسم، والتي يكون تدفق الدم فيها قليلا، وهذه تشمل القدمين، اليدين، الأنف والأذنين.

هناك ثلاث درجات للسعة الصقيع: قرصة الصقيع، لسعة الصقيع السطحية، لسعة الصقيع العميقة. مع أن الأطفال والكبار في السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الدورة الدموية معرضون أكثر من غيرهم للإصابة، إلا أن معظم الإصابات تحدث عند الأشخاص البالغين بين عمر 30-49 عاما.

إذا أصبت بلسعة الصقيع فقد لا تدرك ذلك في البداية لأن المنطقة المصابة سوف تخدر. لكن مع الرعاية الطبية السريعة فإن معظم المصابين يشفون بالكامل، أما في الحالات الشديدة، فيمكن أن يحدث تلف دائم في الأنسجة، وذلك يعتمد على المدة الزمنية التي تجمد فيها المكان المصاب وعلى عمق الإصابة.

في الحالات الشديدة، يتوقف ضخ الدم للمكان المصاب، وتصاب الأوعية الدموية، العضلات، الأعصاب، الأوتار والعظام بشكل دائم. إذا مات النسيج المصاب (المتجمد) فقد يستدعي ذلك استئصال المنطقة المصابة.

ما أسباب لسعة الصقيع؟

إن السبب في لسعة الصقيع هو التعرض لدرجات حرارة منخفضة لفترات طويلة، أو التعرض لدرجات حرارة منخفضة جدا لفترات أقصر.
أما أولوية عمل جسم الإنسان هي في إبقاء الجسم حيا أولا ثم الاهتمام بعمل أجهزة الجسم ثانيا. في حالات التعرض لدرجات الحرارة الباردة لفترات طويلة، يرسل الجسم إشارات إلى الأوعية الدموية في الذراعين والرجلين تأمرهم بالانقباض (التضيق)، فيقل بالتالي تدفق الدم إلى الجلد مما يزيد من تدفق الدم إلى أعضاء الجسم الحيوية وتزويدها بالغذاء اللازم، وفي نفس الوقت تؤدي هذه العملية إلى منع استمرار انخفاض حرارة الجسم الداخلية بتعريض كمية أقل من الدم للبرودة الخارجية.

مع استمرار هذه العملية، تزداد برودة الأطراف أكثر فأكثر، بعد ذلك تنبسط (تتوسع) الأوعية الدموية لفترة من الوقت تعود بعدها للانقباض ثانية، ويتناوب الانقباض والانبساط في الأوعية الدموية للحفاظ قدر الإمكان على عمل الأطراف، لكن عندما يدرك الدماغ أن جسم الإنسان معرض لخطر الإصابة بانخفاض حرارة الجسم (أي عندما تنخفض حرارة جسم الإنسان لأقل من 37°م بكثير) يقوم بإرسال أوامر للأوعية الدموية لتستمر بالانقباض، وذلك لمنع رجوع الدم البارد من الأطراف إلى الأعضاء الداخلية في الجسم. عندما يحصل هذا فإن لسعة الصقيع تكون قد بدأت.

ما هي أعراض لسعة الصقيع؟

هناك تصانيف عديدة للسعة الصقيع، أسهلها للفهم وأفضلها لتقييم نتائج الإصابة تصنيف لسعة الصقيع إلى قسمين رئيسيين: السطحي والعميق.

• لسعة الصقيع السطحية: يعاني المريض من الحرق، الخدران، الشعور بالوخز، الحكة أو الإحساس بالبرد في المنطقة المصابة، كما تبدو المنطقة بيضاء متجمدة.

• لسعة الصقيع العميقة: في البداية هناك ضعف في الإحساس ويستمر حتى يفقد الشخص الإحساس تماما، كما يصبح الجلد أبيض أو مصفرا، مع ملاحظة انتفاخ وتقرحات ممتلئة بالدم، ويظهر الجلد كأنه شمعي، ويتحول لونه إلى أزرق أرجواني عندما يدفأ. تكون المنطقة صلبة وقد تظهر بلون أسود وميت.

يعاني الشخص من ألم شديد عندما تدفأ المنطقة ويعود تدفق الدم لوضعه الطبيعي، كما يتحول الألم من خفيف مستمر إلى إحساس يشبه النبض خلال يومين إلى ثلاثة أيام، وقد يستمر هذا لأسابيع أو شهور حتى يكتمل انفصال النسيج بشكل نهائي.

في البداية تظهر المنطقة وكأنها سليمة ولكن هذا يكون خداعا، وذلك لأن النسيج لا يكون متجمدا وميتا لدى وصول المصاب للطبيب، والوقت وحده هو الذي يكشف التلف النهائي الذي حصل للأنسجة.

من هم الأشخاص المعرضون للإصابة؟

قد يصاب الجميع بلسعة الصقيع إذا تعرضوا لظروف جوية باردة لفترات طويلة، ومن الطبيعي أن يكون الأشخاص الذين يعملون خارجا في البرد أو الذين يمارسون الرياضة في المناطق الخارجية أكثر عرضة للإصابة إذا لم يستعدوا للأمر بالشكل الكافي.

إلا أن بعض الأشخاص أيضا أكثر حساسية للأجواء الجوية الباردة جدا، منهم:

• الصغار في السن والكبار في السن.

• مرضى السكري، والمصابون بحالات مرضية يصاحبها ضعف في الدورة الدموية.

• الأشخاص الذين يعانون من أمراض في القلب ويتناولون مضادات البيتا التي تقلل من تدفق الدم الى الجلد.

• الأشخاص الذين يدخنون أو يتناولون الكحول خلال تعرضهم للطقس البارد.

• ارتداء الملابس المبللة، عدم ارتداء ملابس كافية والتعرض للرياح الشديدة، كلها تزيد من فرصة التعرض للإصابة.

ما هو علاج لسعة الصقيع؟

• ابتعد عن البرد وانزع الملابس المبللة بأسرع وقت ممكن، وانتقل إلى منطقة دافئة لمنع المزيد من فقدان الحرارة.

• أبق المنطقة المصابة مرتفعة للتقليل من الانتفاخ.

• انزع جميع الملابس والمجوهرات الضيقة لأنها تمنع تدفق الدم.

• ضع المنطقة المصابة في ماء دافئ (وليس ساخنا). أما إذا لم يكن الماء متوفرا، أدفئ المنطقة بواسطة حرارة الجسم نفسه، فمثلا أدفئ يديك بوضعهم تحت الإبطين وأدفئ الأنف والأذنين والوجه بتغطيتهم بيديك الجافتين.

• أعط الشخص المصاب سوائل دافئة لا تحتوي على الكحول أو الكافيين.

• ضع ضمادة جافة معقمة أو قطعة قطن بين أصابع اليدين أو القدمين المصابة (وذلك لمنع الاحتكاك)، وقم بنقل المريض إلى المستشفى أو المركز الصحي بالسرعة الممكنة.

• من الضروري ملاحظة أن العديد من الذين يعانون من لسعة الصقيع يعانون في نفس الوقت من انخفاض حرارة الجسم، وإنقاذ حياتهم أهم من إنقاذ الأصبع أو القدم.

لا تفعل التالي:

• لا تدفئ المنطقة المصابة إذا كان هناك احتمال لتجمدها ثانية. حيث أن التدفئة ثم التجميد ثم التدفئة وهكذا له ضرر كبير جدا ويزيد من احتمالية حدوث تلف دائم في العضو المصاب.

• لا تفرك أو تدلك الجلد المصاب أو التقرحات حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الأنسجة.

• لا تستعمل الحرارة المباشرة الجافة مثل الوسادة الساخنة أو النار المباشرة.

والأهم من ذلك، تذكر دائما أن الضرر أو التلف الذي سيحصل للأنسجة يتناسب مع الوقت الذي استمرت فيه الأنسجة متجمدة وليس على أقل حرارة تعرضت لها، ولذلك فمن المهم جدا نقل المصاب للمستشفى بسرعة.

هل يمكن منع الإصابة بلسعة الصقيع؟

بما أن لسعة الصقيع تؤدي إلى مشاكل كبيرة، فإن منع حدوثها مهم. إذا كنت تخطط لعمل نشاطات خارجية، تأكد من توقعات حالة الطقس بشكل مستمر وانتبه للتحذيرات الخاصة بتدني درجات الحرارة والعواصف المحتمل حدوثها والتي تعرضك للخطر.

هذه بعض القواعد التي تساعد في تجنب لسعة الصقيع:

• إذا كنت قد وصلت الآن لجو بارد من جو دافئ، أعط جسمك وقتا كافيا ليتعود على الطقس الجديد قبل أن تقضي وقتا طويلا في الخارج.

ارتد الملابس المناسبة للطقس: العديد من الطبقات، القفازات، زوجين من الجوارب، الأحذية الواقية من الماء، غط رأسك ووجهك وأنفك وأذنيك طوال الوقت، كما يجب ألا تكون الملابس ضيقة بحيث تمنع تدفق الدم للأيدي والأرجل.

سافر دائما بصحبة أحد، حتى يكون معك شخص للمساعدة إذا احتجتها.

تجنب تناول الكحول قبل أو خلال التواجد في الطقس البارد، حيث يمنع الكحول الشخص من إدراك أن جسمه بارد.

تجنب التدخين، حيث يؤثر على الأوعية الدموية ويزيد من خطورة لسعة الصقيع.

• عند ملاحظتك لأول العلامات التي تدل على أن جسمك بدأ بالبرودة الشديدة أو أن لسعة الصقيع بدأت (وهي أن يصبح الجلد أحمر أو أزرق أو ابيض أو يصبح مؤلما)، فعليك أن تبتعد عن البرودة، وأن تدفئ نفسك وتحمي جلدك المعرض للإصابة.

• على مرضى السكري والمصابين بأية أمراض في الأوعية الدموية أو الصغار والكبار في السن أن يأخذوا المزيد من الحيطة والحذر.