الخميس، 13 نوفمبر 2008

الثقافة الجنسيةهل تشعل لهيب العلاقة الحميمية بين الزوجين ؟ ...

الثقافة الجنسيةهل تشعل لهيب العلاقة الحميمية بين الزوجين ؟

محيط ـ هنــد إبراهيــم


الثقافة الجنسية ضرورية جداً في حياة كل فرد من أفراد المجتمع ، والجهل بها أو اكتساب معلومات وعادات جنسية خاطئة قد يؤثر سلباً على علاقة الزوجين التي تؤدي إلى النفور أو حتي الطلاق .

ويؤكد الخبراء أن معظم حالات الفشل الجنسي التي يصاب بها الإنسان في بداية حياته الزوجية سببها إما خوفه من العملية الجنسية أو النقص المعلوماتي حول هذه الثقافة ، وهذا الفشل الذي يؤثر سلباً على نفسية الشخص ، ويمكن تفاديه هذا التأثير عن طريق التوعية وزرع ثقافة راقية سليمة في مجتمعنا يحصل عليها الشريكين قبل الزواج ، لتكسر عندهم أي التباس أو خوف من العملية الجنسية . ومن هنا تظهر أهمية الثقافة الجنسية التي تؤسس علاقة زوجية سليمة وتحافظ عليها مع مرور الوقت ، الأمر الذي دفعنا عن سؤال البعض حول أهمية الثقافة الجنسية في حياتنا ، وجاءت الإجابات مختلفة من الجنسين كالتالي :

الجهل سر التعاسة

تري عبير حسين ـ موظفة ـ إن الثقافة الجنسية يجب أن يكون مصدرها "فقه الزواج" لأنه لم يترك كبيرة وصغيرة إلا وأن تحدث عنها ، لذا على الأهل أن يشجعوا أبنائهم المراهقين على حضور دروس الفقه فى مكان موثوق فيه لتعلم هذا العلم الهام بطريقة لا تخدش الحياء ، وحتى لا يتجه المراهق إلى بعض الممارسات الخاطئة ، لأن مع كل أسف أبنائنا يستمدون هذه الثقافة من المجلات والأصدقاء وأحياناً من القنوات الإباحية وذلك بعد هروب الآباء من الرد على بعض التساؤلات التى تراود تفكيرهم فى هذه المرحلة العمرية الخطيرة.

وتشير عبير إلى أن الثقافة الجنسية ليست عيباً كما يعتقد كثيرون ، لأن الجهل بها يسبب مشكلات كبيرة فى الحياة الزوجية تؤدي إلى الطلاق ، وأكثر من نصف المتزوجين ليس لديهم دراية كافية لأداء هذه المهمة بنجاح الأمر الذي يجعل الزوجة تنفر من هذا اللقاء بعكس المفترض أن يستمتع الزوجين بهذا اللقاء الحميم.

وتوافقها الرأي مروه عادل ـ محاسبة ـ موضحة أن الثقافة الجنسية مفيدة جداً للطرفين لأن عدم فهم طبيعة الرجل للمرأة والعكس قد يؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية بين الطرفين وخاصةً أن مثل هذه المواضيع يتم التحدث فيها بشكل خاطئ وغير صحيح ، لذا يجب فهم مثل هذه المواضيع من شخص متدين وموثوق فيه سواء للرجل أو المرأة لأن الوالدين في الغالب يخجلان من التحدث في مثل هذه المواضيع.

تشعل لهيب الجماع يقول على يوسف ـ إعلامي مصري ـ إن الثقافة الجنسية أمر هام لكل زوج ولكل زوجة بدلاً من التخبط في الوصول إلى مرحلة معرفة احتياجات ورغبات كل طرف من الأخر ، ونجد أن نسبة الانحرافات الزوجية تأتى من الجهل بفنون أو أساليب الجماع المشوقة التى تجعل العلاقة أشد حميمية فيتعامل البعض مع زوجته على إنها وعاء لتفريغ الشهوة ، دون مراعاة الجانب النفسي في العلاقة وقد حث القرآن الكريم على ذلك بقوله " وقدموا لأنفسكم " وشجع النبي الكريم على التمهيد للجماع .

ويضيف -على -أن كثير من الشباب "يضربون لخمة" يوم الزفاف ولا يدرون كيف تكون البداية ، والفتاة تخاف أن تقول إنها قرأت عن العلاقة الجنسية خوفاً من أن يفهمها الرجل خطأ ويشك فيها فيؤدى ذلك إلى طريق مسدود ، لذا نجد تزايد نسب الانحرافات والخرس الجنسي أو كما يسمونه الجنس الصامت ، موضحاً أنه يشجع على القراءة السليمة بشكل علمي وواعي للزوج والزوجة حتى يتم الوصول للتناغم التام في العلاقة التي جعلها الله أسمى علاقة .

سلاح السعادة واللذة

وتؤكد سهير مصطفي ـ مدرسة ـ أن الثقافة الجنسية هي مفتاح سر السعادة ، فكل زوجين في مقتبل حياتهما يجب أن يتسلحا بسلاح قوي من العلم والمعرفة التي تؤهلهما لبناء حياة سليمة معاً دون الوقوع في مشكلات أو أخطاء قد يتسبب عنها الجهل ببعض الأمور الخاصة ، والإنسان دائماً عدو ما يجهل .

وتتابع سهير من الأفضل أن تكون المعرفة بالثقافة الجنسية من مصدر ثقة تجنباً لما قد يتعرض له البعض من محاولة التفتيش عن المعرفة عن طريق مصادر غير علمية قد تؤدي إلي نتائج عكسية وتصيب إما بنوع من الانحراف أو ببعض العقد التي قد يصطدم بها البعض في طريق البحث عن الحقيقة ، لذا فمن المفترض ألا يترك الزوجان نفسهما للصدفة أو للطرق المشبوهة بل يكون استقاء المعرفة عن طريق مصدر له ثقله .

ويوضح حسين مصطفي ـ مهندس اتصالات ـ أن الثقافة الجنسية تكمن أهميتها في أنها أحياناً تعطي حصانة للإنسان من الانزلاق لمخاطر الجهل بها ، وبدلاً من أن نعلم ونشرح نترك المجال لأقران السوء لتولي هذه المهمة كما أنها وقاية من كثير من المشكلات بالنسبة للشاب والفتاة خصوصا في فترة المراهقة وما قبل الزواج ، فكثيراً ما تفشل زيجات لمجرد جهل الطرفين بما ينبغي أن تكون عليه طبيعة الأشياء .ويؤكد حسين أن البعض يرى أن الحديث عن الحياة الجنسية من قبيل العيب أو الإباحية الملفوظة وأن التستر على بعض المشاكل من فضائل الأمور وهذا بالطبع يندرج تحت بند "مخربات" الصحة العامة بشكل عام والجنسية بل والنفسية والاجتماعية للفرد .

د. عائشة حرب زريق

الثقافة الجنسية

وعن الثقافة الجنسية وأهميتها وسبب خوف المجتمع منها توضح د. عائشة حرب زريق- أستاذة جامعية وباحثة تربوية في الجامعة اللبنانية - لبرنامج بيتي علي فضائية الآن أن الثقافة الجنسية تعني الثقافة التي تتعلق بكل جنس من الجنسين الذكر والأنثى من نمو فكري جنسي اجتماعي جسدي نفسي إلى أخره .

وتشير د. عائشة إلى أن كلمة جنس البعض يفهمها بطريقة مغلوطة ويعتمدوها على أنها تتعلق بالعملية التناسلية التي غالبة على المجتمع باستعمالها الخاطئ ، موضحة أنها جزء صغير من الحياة الجنسية ، فالحياة الجنسية ليست فقط الحياة التي تتعلق بعمل الأعضاء التناسلية مع بعضهم أو ما يتعلق بالجسد ، فالثقافة الجنسية يجب أن تكون موجودة منذ أن يتحدد الجنس المولود أو جنس الجنين في الرحم ، من هنا تبدأ الثقافة الجنسية بمعني أن الأهل يجب أن يكونوا متقبلين هذا المولود وجنسه ، لأن تقبل الجنس هي القاعدة الأساسية لحياة جنسية سليمة .
وتتماشي الحياة الجنسية مع النمو الجنسي للإنسان التي تبدأ من هذه القاعدة وتتحدد من عمر شهرين ونصف تقريباً في رحم الأم ، والمسئول عن هذا النمو الجنسي من معلومات وثقافة وممارسات سليمة وصحية هم الأهل من الدرجة الأولي وفكرة تقبلهم لمعرفة أبناءهم للثقافة الجنسية .


وتذكر د. عائشة أن الثقافة الجنسية معرفتها مهمة جداً ،مؤكدةا أنها تنقسم إلى عدة مراحلبداية من الاقتناع بجنس المولودثم المرحلة الثانية الفمية بالرضاعة ثم المرحلة الثالثة الشرجية أي النظافة الشخصيةثم مرحلة السؤال أي سؤال الطفل عن كيفية وجوده في الدنيا ومن أين هو جاء .والمرحلة الرابعة هي التجاذب بين الجنسين المختلفين أي البنت تنجذب إلى والدها والولد ينجذب إلى أمه ، ثم مرحلة ركود تام أي ينجذب الطفل أو الطفلة إلى جنسه فقط ولا يسأل عن الجنس الأخر ، ثم مرحلة البلوغ وهذه المرحلة فيها تحضير حتي لا ينتج عنها صدمات نفسية للطرفين ، ثم تنتهي بأخر مرحلة وهي مرحلة تأهيل ما قبل الزواج ليكون الطرفين على دراية بكل شئ .

برأيكم هل تمثل الثقافة الجنسية أهمية في السعادة الزوجية ؟ .. شاركونا

ليست هناك تعليقات: